مواقع التواصل الاجتماعي تهدم الحياة الزوجية

     الخيانة الزوجية قضية حذرت منها كافة الاديان السماوية فالزواج علاقة مقدسة لابد ان تقوم على الامانة وعدم الخيانة الزوج أو الزوجة أو في إقامة علاقات عن طريق الانترنت أو التواصل مع الجنس الاخر دون مراعاة الأخلاق والحدود وكذلك الممارسات الجنسية يعد من المحرمات شرعا ويعود سبب التجريم الشرعي لهذا النوع من الخيانة الى اعتباره نوع من انواع الزنا فالزنا لا يعني ممارسة الجنس المباشر فحسب بل ان النظر حتى للمحرمات يعتبر من الزنا والدليل على ذلك قول الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)ان الله كتب على ابن ادم حظه من الزنا ادرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك او يكذبه .
كما تعتبر خيانة الزوجة لزوجها عبر الإنترنت اسوء بكثير من خيانتها له في الحياة الواقعية فالزواج ميثاق غليظ ومقدس والدليل على ذلك قولي تعالى (  وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ) سورة النساء جزء من الاية ٢١ , وبالتالي لا يجوز خيانة هذا العهد او الميثاق .

مفهوم الخيانة الزوجية

     الخيانة مفهوم تعني الاخلال بوعد الوفاء والاخلاص ومبدا تبنى علية العلاقة بين شخصين. اما الخيانة في العلاقة الزوجية فهي ظاهرة اجتماعية تعني اقامة احد الزوجين لعلاقة محرمة شرعا وقانونا مع شخص اجنبي.

وبالتالي هل عرف المشرع العراقي الخيانة الزوجية ؟

   للإجابة على هذا السؤال يمكن القول بانه حصرا المشرع العراقي في قانون العقوبات رقم ١١١لسنه ١٩٦٩في المادة ٣٧٧منه ارتكاب الزنا من قبل اي من الزوجين حيث نصت بفقرتنا ١ و٢ من القانون على انه:

 ١_يعاقب بالحبس الزوجة الزانية ومن زنا بها ويفترض علم الجاني بقيام الزوجية ما لم يثبت من جانبه انه لم يكن في حدود مقدوة بحال العلم بها.
٢_يعاقب بالعقوبة ذاتها الزوج اذا زنا في منزل الزوجية.                      
   اما قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم ١٨٨لسنة ١٩٥٩ المعدل فقد ورد كلمة الخيانة الزوجية في المادة ٤٠/٢حيث منح حق طلب التفريق بناء على طلب اي من الزوجين اذا ارتكب الزوج الاخر الخيانة الزوجية واعتبرت من قبيل الخيانة الزوجية ممارسة اللواط باي وجه من الوجوه وقد اراد المشرع باستخدام تعبير الخيانة الزوجية بدلا من الزنا لغرض تميزها عن المفهوم القانوني للزنا وبذلك اعطى سلطة تقديريةواسعة للقاضي لتقدير نوع الجرائم التي تعتبر انتهاك لرابطة الزوجية المقدسة فمجرد ثبوت الضرر ترفع دعوى التفريق يحكم لصالح الطرف المتضرر من الخيانة وهذا يشمل الخيانة الزوجية عن طريق المكالمات والرسائل الهاتفية الغرامية او عن طريق برامج التواصل الاجتماعي بدليل الرسائل او الصور الموجودة في هاتفها وايضا تزويد المحكمة بيانات شريحة الهاتف وبجميع المكالمات الصوتية للمتهم بالخيانة الزوجية

الاسباب المحتملة لخيانة الزوجة لزوجها عن طريق الانترنت :

١_ضعف درجة التدين: يعتبر هذا العامل هو اكثر العوامل المودية للخيانة بصفة عامة فهناك علاقة عكسية بين درجة التدين وبين ارتكاب الخيانة فقلة المعرفة لاصول الدين لدى المرأة والرجل وعدم الحياء من الله هو السبب الأساسي لارتكابهم جريمة الخيانة الزوجية .

٢_الاستخدام السيء لشبكة الانترنيت: الانترنت سلاح مزدوج فقد تستخدمه في الكثير من المنافع وبطريقة الصحيحة ولكن استخدمه بطريقة سيئه مثل مشاهدة المواقع الإباحية وقيام الزوجان للخيانة بعضها عن طريق المحادثات الغير شرعية مع الجنس الاخر تودي الى زيادة معدلات الخيانة الزوجية عن طريق الانترنت
٢-غياب الزوج عن المنزل _يعتبر هذا العامل من اكثر الاسباب التي تجعل المرأة تلجأ لخيانة زوجها عن طريق الانترنت وهذا لانها تشعر بالوحدة والرغبة في الاحساس بالأمان واشباع العاطفة لديها فاذا اقترنت هذه المشاعر مع استخدام السي للانترنت فلاشك انها من المسببات الخطيرة لمشكلة خيانة الزوجية
٣-العلاقات الغير شرعية قبل الزواج فقد تكون من الزوج أو الزوجة في إقامة علاقات غير مشروعة قبل الزواج مما يجعلها ترغب في الاستمرار في تلك العلاقات الغير شرعية بعد الزواج.


التوصيات

١_معالجة النقص التشريعي في قانون الأحوال الشخصية العراقي الذي يتعلق بمفهوم الخيانة الزوجية .

٢_نشر الثقافة الدينية التي تقدس الرابطة الزوجية وتحرم اشكال الاخرى من العلاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

٣_تجريم انشاء مواقع إباحية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وضع تشريعات تتناسب مع الأوضاع المتجددة .

م.م. عزيزة خميس صادق