جريمة التنمر الالكتروني

تعد جريمة التنمر الإلكتروني جريمة انتشرت مؤخرا بشكل ملحوظ عبر شبكة الإنترنت ، فهو يعني كل أشكال الاساءة والايذاء موجهة من الفرد الى الفرد اخر او الى مجموعة من الافراد حيث يستغل المتنمر المواقع الإلكترونية كمواقع التواصل الاجتماعي لتمرير رسائل عدائية متعمدة شديده  اللهجة كلها سب وشتم وتجريح وحتى القذف يهدف بها تشويه صورة الفرد المتلقي والحاق الأذى به تصل الى حد الاكتئاب والانتحار لتخلص من الابتزاز المتعرض له.

 التنمر الإلكتروني (cyberbullying) التنمر عبارة عن إيذاء متعمد والالكتروني عبارة عن نشاط يحدث على الأجهزة الرقمية مثل الأجهزة  اللوحية والهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب وذلك  عن طريق إرسال الرسائل على البريد الإلكتروني او على وسائل التواصل الاجتماعي .

سعت القوانين العراقية وابتداء بدستورها  حماية الحقوق والحريات ومنعت كل صور أشكال الاعتداء عليها وتطرقت للجزاء القانوني على مرتكبها .كما بين الدستور العراقي النافذ لعام ٢٠٠٥ وقد كفل حرية التعبير عن الرأي لكافة الوسائل وفقا للمادة (٣٨ بفقرتها ١و٢) التي بينت حرية التعبير والرأي بكل الوسائل وحرية الصحافة والصناعة والاعلان والنشر بما لا يتعارض مع النظام العام والآداب العامة وعلى الرغم من خلو القوانين الجزائية في العراق من النص على تحريم جريمة التنمر الإلكتروني الا ان هذا لا يعني افلات الجناة من الجريمة كون فعل التنمر الإلكتروني يتداخل مع نصوص تجريمة في قانون العقوبات العراقي رقم ١١١لسنه ١٩٦٩ تناول جريمة التهديد في الباب الثالث من الفصل الثالث في المواد (٤٣٠،٤٤٢) اذ نصت المادة ٤٣٠/١  يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سبع سنوات او الحبس كل من هدد اخر بارتكاب جناية ضد نفسه او ماله او ضد نفس او مال غيره او باسناد امور مخدشة بالشرف او افشاىها وكان ذلك مصحوبا بطلب او تكليف بأمر الامتناع عن فعل او مقصودا به ذلك واما الفقرة الثانية منه نصت يعاقب بالعقوبة ذاتها التهديد اذا كان التهديد في خطاب خال من اسم مرسله او كان منسوب صدوره الى جماعة سرية موجوده او مزعومة .

التوصيات

١_العمل على اعتماد تعريف جامع مانع التنمر الإلكتروني من خلال عقد مؤتمرات وندوات يتم من خلالها تحديد تعريف التنمر الإلكتروني.

٢_تشريع قانون لمكافحة التنمر الإلكتروني وعدم الاكتفاء بما ورد في قانون العقوبات رقم ١١١ لسنه ١٩٦٩ المعدل المتعلق بالتهديد والقذف والتشهير وافشاء الاسرار وانتهاك حرمة الحياة الشخصية.

م.م. عزيزة خميس صادق