مشاريع البنى التحتية لجامعة كربلاء بين الواقع والطموح
Karbala University infrastructure projects between reality and ambition
بقلم طالب الدراسات العليا م.م. محمد مهدي محمد عبد السيد
تعد البنى التحتية الركيزة الأساس لكل مرفق سواءً كان هذا المرفق عامّا ًأم خاصّا ً فهو المكان أو المتسع أو الحيز الذي يشغله هذا المرفق ويمارس فيه اعماله وينفذ عليه أهدافه .
ومفهوم البنى التحتية يعني الأنظمة المادية الأساسية التي تسهل عملية الإنتاج في القطاع الصناعي او الحياة في المجتمع وهو الأساس ألذي تقوم عليه العمليات الأساسية سواء اكانت موارداً مثل الموظفين والمباني والمعدات ([1]) ، أو هي مجموعة الخدمات التي تتولى الدولة تقديمها والمنشآت التي تتولى تشييدها وتشغيلها ، فضلًا عن الخدمات التي تعتمد على العمالة الكثيفة وهي الاساس الذي يرتكز عليه نمو السكان في حياته الاقتصادية الاجتماعية و الثقافية، والترفيهية ([2]) وتعد البنية التحتية الأساسية والمحرك الرئيس لنشاط الدولة الاقتصادي ، لذلك لن يتحقق هدف الدول في تحقيق التنمية المستدامة والمتكاملة دون التكامل في مجال البنى التحتية ([3]) .
وتنقسم البنية التحتية عامة الى نوعين ، البنى التحتية المادية وهي :النظام المادي اللازم لإدارة الدولة وتشمل قطاع النقل والاتصالات والطاقة والمياه والطرق والنوع الثاني هو البنى التحتية غير المادية وهي الخدمات او المؤسسات التي تحتاجها الدولة لتوفير الاحتياجات الاقتصادية والصحية والاجتماعية للسكان وتشمل رأس المال البشري والمستشفيات والمدارس والجامعات وجميع المؤسسات الحكومية ([4]) .
وفي هذا المجال شهدت جامعة كربلاء نهضة عمرانية في مشاريع البنى التحتية مثال ذلك مشروع البوابة والسياج الخارجي ومشروع المكتبة المركزية ومشروع الأقسام الداخلية للطلبة وغيرها من المشاريع الاستراتيجية كمدينة جامعية وصرح علمي مهم في كربلاء ومن اهم من شارك في إعادة الحياة للجامعة قسم الشؤون الهندسية التابع اداريًا للمساعد الإداري لرئيس الجامعة والذي تم تغيير عنوانه حاليًا الى قسم الاعمار والمشاريع مع الإبقاء على هيكليته من شعبة التصاميم والتخطيط ودراسة المشاريع وشعبة التنفيذ وشعبة المتابعة ويتولى مهام مسؤول القسم والشعب والوحدات التابعة له موظفون أكْفاء من الاختصاصات الهندسية والفنية والإدارية مهمتهم تنفيذ المشاريع الاستثمارية التي تخص الجامعة كما ان هناك جهات ساندة لهم واهمها شعبة العقود الحكومية والتي تأسست عام 2009 استناداً الى قرار مجلس الوزراء ذي العدد 12س/166 في 7/2/2008بموجب كتاب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ذي العدد 3/939 في 23/3/2008 حيث صدر الامر الجامعي بتأسيس الشعبة بالعدد 9/3/606 في 14/1/2019 ويتفرع عنها وحدات ، المتابعة ،التعاقدات ،والارشيف الالكتروني ونظام ادارة المعلومات التعاقدية وتبعها استحداث وحدة الاستثمار بموجب كتاب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي /دائرة الاعمار والمشاريع /قسم العقود الحكومية بالعدد ع/5414 في 16/8/2009 والوحدة القانونية بالكتاب ذي العدد ع.م/2152 في 12/4/2012 ،كما ترتبط بالشعبة لجان فتح وتحليل العطاءات وتطبيقا لتعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم (2) لسنة 2014والضوابط الملحقة بها، يتعاقب على ادارة الشعبة كادر متخصص كفوء يمارس اعماله بكل شفافية والتزام من قانونيين ومهندسين واداريين .
وقد نفذ قسم الاعمار والمشاريع جملة ً من مشاريع البنى التحتية والتي دخلت العمل وأُشغلت من قبل الجهات المستفيدة لكن بعض المشاريع لم تستكمل بعد إما انها لم تنفذ بعد بسبب عدم تخصيص أموال لها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مثل بناية الرئاسة التي تتكون من عشرة طوابق مع متقرباتها والتي اذا ما أنجزت ستكون صرحا ًعملاقا ًيُجمع فيه اقسام الرئاسة ، ومن المشاريع ماهي مهمة للبنى التحتية للجامعة لكنها متلكئة ومتوقف فيها العمل من قبل الشركة المنفذة واقصد بها مستشفى الجامعة التعليمي وهي تتكون من (600 ) سرير والتي أ ُريد َ لها ان تكون في هذه الحال من التوقف من قبل الجهة التي خصصت لها هذا المكان إذ إن اختيار مكانها الحالي بالأساس لم يكن بالطموح ولا بالمستوى المطلوب وذلك لبعدها عن المدينة الجامعية أولًا ونوع تربتها التي تتسم بالملوحة الشديد إذ كانت عبارة عن مستنقع ٍ مائي ٍ بسبب وجود مبزل رئيس ناقل لمياه البزل مجاور لها يصب في بحيرة الرزازة فضلًا عن وجود مجمعات سكنية خُصصت قريبًا بجوارها من قبل المحافظة مما يزيد من عدم تناسب مكانها كونه ُ بعيد ٌعن المواصفات المطلوبة في ابنية المستشفيات الاهلية وفق المادة (8 ) من التعليمات الصادرة من وزارة الصحة بموجب قانون المستشفيات الاهلية رقم (25 ) لسنة 1984الملغي بالقانون رقم (25) لسنة 2015 قانون تأسيس المؤسسات الصحية الخاصة الاتحادية ولم يلغي تعليماته ولم يصدر وزير الصحة تعليمات بخصوص تنفيذ هذ القانون إذ تنص الفقرة (4) من المادة (8) من التعليمات السابقة أعلاه على وجوب فحص الأرضية من حيث تسريب الشحنات الكهربائية وحسب المواصفات البريطانية .
فهي بعيدة عن المعايير التخطيطية والتصميمية للمستشفيات ، إذيفضل تعدد الطرق الموصلة للمستشفى وذلك لتجنب الازدحام وخصوصا لسيارات الإسعاف وان يكون الموقع قريبا من الخدمات العامة الاساسية مثل خطوط الكهرباء والهاتف والصرف الصحي ، على ان تبعدالمستشفى 40 م عن الطريق التابع للمستشفى و80 م عن الطرق العامة للمستشفى ويفضل اختيار الاماكن المرتفعة والخلوية لإنشاء المستشفيات وأن يكون موقع المستشفى مخصصا ً لمرفق صحي حسب المخطط المعتمد ،وأن يكون الموقع المنتقى نظيفا بعيدا عن مناطق الضباب والتلوث والروائح الكريهة وبعيدا عن الضوضاء ،والتجمعات السكانية خوفًا من العدوى للأمراض الانتقالية وأن يكون الموقع على اتصال بشبكات الطرق الرئيسية ومحطات المواصلات العامة التي تعمل داخل نطاق المستشفى ، ونجد إن المستشفى التعليمي لجامعة كربلاء لا يتناغم وهذه المعايير ولا تنطبق عليه هذه المخططات التصميمية المعتمدة في انشاء المستشفيات لذا ندعو رئاسة الجامعة الموقرة إلى إعادة النظر في موقع المستشفى الحالي والطلب من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للتنسيق مجددًا مع المحافظة لتخصيص موقع بديل للمستشفى طالما أن العمل متوقف ٌ العمل في المشروع الان وطالما ان هناك أراضي شاسعة وفارغة ممكن ان تشيد عليها المستشفى وخاضعة للمواصفات والمعايير المطلوبة لبناء المرافق الصحية ،خدمة ًللصالح العام ووفاء ً لمدينة كربلاء المقدسة وانسجامًا مع اهداف ورؤى ورسالة جامعة كربلاء بالتَمَّييز والوصول الى التصنيف العالمي للجامعات وتحقيق أداء علمي وإداري متميز .
([1]) منشور على الانترنت ،ndf.gov,sa ، تاريخ الزيارة 11/1/2024 .
([2]) حمد دعبول مهاوش الخزعلي ،التحليل المكاني لكفاءة خدمات البنى التحتية لمدينة الخضر دراسة في جغرافية الخدمات ، رسالة ماجستير مقدمة الى مجلس كلية الاداب جامعة ذي قار ، 2021 ، ص 2، 11
([3]) عبد الفتاح احمد نصرالله ، زكي عبد المعطي أبو زيادة, دور البنية التحتية في تحقيق النمو الاقتصادي في فلسطين ، بحث منشور في مجلة دي سيبس العدد (1 ) ، 2018 ص 5 .