أكدت الخبيرة التربوية الألمانية أنيته هونغهاوس أهمية الاكتشاف المبكر لعُسر القراءة والحساب لدى الطفل لمساعدته على التطور بشكل طبيعي، وقالت إنه لهذا الغرض ينبغي على الأهل مراقبة طفلهم وأدائه التعليمي على نحو دقيق والبقاء على اتصال دائم مع معلميه.
وأوضحت هونغهاوس أن المؤشرات الأولى للإصابة بعُسر القراءة والحساب تظهر عادة في السنوات الأولى من التحاق الطفل بالمدرسة في صورة اضطرابات في التحصيل والأداء، إلى جانب الشعور بالرهبة من الحصة الدراسية.
وفي حالة الإصابة بعُسر الحساب، يضطر الطفل دائما لاستخدام أصابعه كي تساعده على إتمام العمليات الحسابية، كما يعجز الطفل عن حفظ الأعداد، ويعمد إلى إغفال خانة العشرات عندما لا تكفي أصابع يديه لإتمام عملية الحساب.
مقاطع
أما عند الإصابة بعُسر القراءة، فيجد الطفل صعوبة في تكوين مقاطع من الحروف وتكوين حروف من هذه المقاطع. إذ يضطر الطفل لمعالجة كل كلمة في ذهنه على نحو جديد دائما، كما عادة ما يعاني الطفل من تلعثم في القراءة ويقع في أخطاء إملائية كثيرة عند الكتابة.
وعند ملاحظة مثل هذه الأعراض لدى الطفل شددت هونغهاوس على ضرورة استشارة معالج مختص بشكل سريع قدر الإمكان، وذلك لتشخيص حالة الطفل بشكل سليم وتقديم الدعم له، إذ يسهم التشخيص السليم للحالة في التخفيف كثيرا عن الآباء والأطفال معا.
وأشارت هونغهاوس إلى ضرورة ألا يكتفي الأهل برأي المعلم، لأنه غالبا لا يمكنه اكتشاف هذه الاضطرابات، وعادة ما يعتبر أن الطفل يعاني مثلا من نقص الانتباه وفرط الحركة أو أنه قليل الموهبة والقدرة على التعلم.
وشددت الخبيرة على ضرورة عرض الطفل على معالج نفسي مختص للأطفال أو مركز تربوي مختص، إذ يمكن للمتخصصين التحقق من إصابة الطفل بهذه الاضطرابات بشكل قاطع من خلال إخضاعه لاختبارات قياسية وتقنيات التصوير الطبي.