كشف المحامي “محمد .س” تفاصيل أغرب القضايا التي صادفته، قائلًا، إنه سيدة حضرت إليه، تتوسل إليه في إيجاد حلول، أو ثغرات قانونية، لحل أزمتها، التي لم تجد في النجاة مفرًا منها، والخروج من مصيبتها، بعدما تم خداعها من زوجها، دون أن تكشف ألاعيبه، إلا بعد فوات الأوان.. وبداية قصة هذه السيدة التي أضاعت حياتها دون أن تعلم أن مصيرها المجهول قادم، بعدما تزوجت مرتين سابقتين، الزوج الأول لم يمكث لفترة طويلة، فقد ودع الحياة مبكرًا دون أن يترك له وريثًا غيرها، لتُصبح مالكة للشقة التي كان يقطناها، بعد زواج استمر لفترة قصيرة، أما الثاني فظنت أنه قضى على تلقيبها بالأرملة، بعد أن تزوجها، ولكن لم تستمر بحضانته كثيرًا، فتفاقمت المشكلات، إلى أن وصلت للحلقوم، بعد نفاذ صبريهما، في أن يتفهما بعضهما ويكملا حياتهما معا، وعليه فقد انتهى الأمر دون أن ينتج عنه أبناء.

ويروي المحامي: عادت السيدة للمسكن الذي تركه لها الزوج الأول، بعد أن تملكته عقب وفاته، وبين منزل أهلها، ومسكنها تتنقل، إلى أن شاء القدر أن يوقعها بطريق شخص، يرسم خيوطه الجوهرية، ليستطيع رصدها، ويبدي اهتمامه لها، وبتكرار واستمرار للغزل وعبارات الإعجاب، ونيته حول مشاركتها حياتها، ليعرض عليها الزواج، بالرغم من علمه بعدم إيجازه، لأنه “قبطي” وهى “مسلمة”، إلا أن الاهتمام الزائد من ناحيتهما، كان العامل الرئيسي لإيجاد حل اقتنع به الأول، وسعدت به الثانية، وهو أن يغير ديانته .

أتى الرجل مرة أخرى إليها بعد أيام، واستطاع أن يقنعها بأنه قام بتغيير ديانته، بأصل بطاقة تحقيق شخصية مدون بها أن ديانته مسلم، فما كان من السيدة إلا أن تطلق زغاريدها، لظنها أنه أثبت لها حبه . وما ساعده أن اسمه الأول والحقيقي لم يحمل صيغة الأسامي القبطية، فأبقاه كما كان، مشيرًا أنه أشهر إسلامه باتخاذه للإجراءات المتبوعة قانونًا، ثم أتى بشاهدين، وتم كتب كتابيهما، وعاش معها بشقتها التي ورثتها عن زوجها الأول، بعد أن أتمم زواجهما، وبدون حضور أهله، ثم أنجبت منه طفلة وأطلعت على شهادة ميلادها التي أثبت بها أن ديانتها مسلمة، وبعد سنوات من استمرارها معه، لم يظل بسكنها، فبدأ يذهب لبلدته بصعيد مصر، ويتردد عليها بين الحين والآخر، معللًا لذلك بأن الظروف هي الداعي، لتأكد له الزوجة بأنها تمهله وقته، لكي ينتهى من ظروفه التي يٌسافر من أجلها، ويعود إليها بدلًا من أن يتركها وحيدة هي وطفلتها .

وذات مرة، ذهب ولم يعد.. الهاتف أُغلق، وهي لم تستطيع أن تعلم عنه أي شيء، حتى ولو عن طريق أقاربه، حيث أنه لم يرددها عليهم من قبل، ويفضل لها العزلة عنهم، كلما حدثته عن زيارة أقاربه، ولكنها لم تعلم عن السبب، غير أن هناك مشاكل قائمة بينهم منذ زمن بعيد، إلا أن الأيام أثبتت لها أنه كان عن عمد .

ومرت سنوات تلو الأخرى، كبرت الطفلة التي تركها بأعوامها الأولى، إلى أن أصبحت فتاة، وتخترق مفاتيح الحياة، لتصبح أكثر نضجا، وتستفسر بإلحاح عن معرفة والدها، لتسرع الأم باصطناع أي رد لتكمم فوها، حيث لا يوجد إجابة لديها تصغيها على آذان ابنتها.

وتخوفت الأم من إلحاح ابنتها، فأصرت على أن تعرف مكان زوجها، لكي تُجيب على سؤال ابنتها الحائر، والمتردد دائما، فهي تخشى أن تدعي لها وفاته، فتجده حيًا، فتساء نيتها لو ظهر بالأيام القادمة، وبعدما سدت أمامها كل الحيل التي تفكر في ابتكارها، لجأت لهذا المحامي لتستشيره، وطلب مساعدته في البحث عن زوجها، ومعرفة الطرق القانونية التي يجب إتباعها، لكي تتأكد أنه على قيد الحياة أم متوفى، فلم يكل المحامي أويحبطها، بل اندهش من قضيتها، والتي لم تصادفه من قبل، على مدار مشواره المهني، وبدأ يقبض بيده على أول الخيوط الرئيسية لاكتشاف مدى صحة الواقعة، فأجرى أول خطوة، ولكن بعد أيام عديدة جاء لها الرد كالصاعقة .

والد ابنتها لم يغير ديانته للإسلام كما أوهمها، بل أنه مازال مقيدًا بالجهة التي تُصدر تحقيق الشخصية بأنه قبطيًا، وأن تحقيق الشخصية التي أسند الزواج عليها كانت زائفة، أي أنه قام _بتزوير بطاقته_، وتطلب الإغاثة من الوضع الذي انخرطت داخله سنوات وسنوات، وبعد أيام قليلة من معرفتها بحقيقة زوجها ، وبين البحث والحيلة، ظهر الرجل الغامض “زوجها”، ولكن جاء بطلب أغرب من موقف اختفاؤه، فقد أتى ليأخذ ابنته معه لبلدته في الصعيد، بعدما أخبره أحد أقاربه الذي كان يرصد الأم وابنتها من بعيد، بأنه على اتصال دائم بزوجها المختفي، ليعود متخذًا قرارا أقوى صدمة من اختفاؤه، وهو أن ينتقل بابنته لتتزوج من ابن أخيه، والذي يحمل نفس ديانته، ولم يكتفي، بل ألح بتهديدات في حالة الاعتراض حول طلبه، لتوضع السيدة في مأزق ولا تعلم كيف ستًحل مشكلتها.

وبسؤاله حول موقفها من الناحية القانونية أو مصيرها الآن، أكد أن هذه السيدة اختفت هي وابنتها وذلك لشقين؛ الأول هو تخوفها من اختطاف الوالد لابنته والسفر بها، والثاني أنها استشعرت أنها عاجلا أم آجلا ستدخل دوامة التقاضي، فتخوفت مما يخفيه عليها مصيرها المجهول، والتجنب عن استكمال مشوار تحديده، وقررت الهروب لمحل سكن آخر غير معلوم لدى أحد.