العنف الانتخابي واثرة على العملية الديمقراطية في العراق

العنف الانتخابى ممكن ان يعرف بانه  أذى أو تهديد بأذى لأى فرد أو ممتلكات مشتركة فى العملية الانتخابية أو للعملية الانتخابية نفسها أثناء فترة الانتخابات. يلاحظ على أن العنف لا يُعَرف فقط بأنه يشتمل على الأذى ولكن ايضاً التهديد بالأذى كأحد عناصر تعريف العنف الانتخابى. الترهيب وأيضاً التهديد الشفوى قد يكون فعالاً كالعنف الجسدى الحقيقى فى التأثير على سلوك الناخبين والمرشحين للانتخابات بطريقة تفيد القائمين بالتهديد.

-الدول التي يحدث فيها العنف الانتخابي

يمكن القول ان هناك اربعة اصناف من الدول ممكن ان يحدث فيها العنف الانتخابي

1- الدول التى فى مرحلة الانتقال من الحكم الفاشيستي أو حكم الحزب الواحد إلى سياسة الأحزاب المتعددة.

2- الدول التى تسعى لتدعيم الديموقراطية فيها والتى لازالت عرضة للصدمات التى تختبر قدرة النظام السياسى على الصمود.

3- مجتمعات ما بعد الحروب والتى ينظر فيها للانتخابات علي أنها هى أول خطوات تأسيس السلام ولكن لا يزال فيها بعض التصدعات الواضحة فى المجتمع.

4- المواقف التى يتطلب فيها الأمر اللجوء إلى الاستفتاء الشعبى للتصديق على اتفاقيات السلام أو لتدعيم سيادة أحد الأحزاب السياسية.

انواع العنف الانتخابى

فى ورقة بيضاء خاصة بالمؤسسة الدولية للنظم الانتخابية والتى ركزت على العنف الانتخابى حدد شيف فيشر خمسة أنواع من العنف الانتخابى يمكن أن تحدث:

1- صراع حول الهوية يمكن أن يحدث خلال عملية التسجيل عندما يفشل اللاجئين والمهاجرون بسبب الصراعات إثبات أو إعادة إثبات هويتهم الرسمية المعترف بها. وينتج عن ذلك أن يبقى هؤلاء السكان محرومين من المشاركة فى العملية السياسية مما يؤدى إلى احتمال نشوء صراع داخل العملية الانتخابية.

2- صراع الحملات الانتخابية يمكن أن يحدث حيث أن المتنافسين يسعون إلى إفساد حملات الخصوم وإرهاب الناخبين والمرشحين ويستخدمون التهديدات والعنف ليؤثروا على مشاركة الناخبين.

3- الصراعات أثناء الاقتراع يمكن أن تحدث فى اليوم المحدد للانتخابات عندما تحدث المنافسات السياسية فى لجان الاقتراع. وهذا النوع يمكن أن يكون امتدادا لصراع الحملات الانتخابية والتى تمتد إلى اليوم المحدد للانتخابات أو يمكن أن يكون عنفاً مقتصراً على اليوم المحدد للانتخابات فقط. وفى الغالب نادراً ما يحدث صراع الاقتراع بدون أن يكون قد حدث صراع فترة الحملة الانتخابية.

4- صراع النتائج يمكن أن يحدث فى المنازعات حول نتائج الانتخابات وعدم قدرة آليات التقاضى فى حل هذه المنازعات فى الوقت المناسب بطريقة عادلة وشفافة. الطريقة التى يتم بواسطتها إبلاغ النتائج يمكن أن تكون موضع صراع.

5- صراع إعلان النتائج يمكن أن يحدث عندما يتم التلاعب فى الانتخابات بحيث لا يصل الخاسرون إلى المشاركة فى الحكم. إن تصميم النظم الانتخابية هو عامل هام فى تفادى هذا النوع من الصراعات وخصوصاً فى الدول التى خرجت حديثاً من صراعات وتكون وسيلة مثالية للحفاظ على السلام عندما تجد الفصائل التى كانت تتحارب فى الماضى مكاناً لها فى الحكم.

اسباب العنف الانتخابي

1- الحوارات الانتخابية تدفع المنافسين فى الانتخابات لاتخاذ مواقف تزيد من الاختلافات بين الأحزاب المتنافسة ومن يدعمها، وحملات الأحزاب السياسية غالباً ما تستخدم خطابات حماسية لتشويه سمعة المنافسين

2-على الجانب الآخر فهناك العديد من الديموقراطيات الانتقالية التى يوجد فيها انتخابات أقل من أن توصف بالاختلافات الأيديولوجية بين الأحزاب المتنافسة وتتصف أكثر بزيادة الاختلافات القومية والعرقية والجنسية والاختلافات الثقافية والاجتماعية الأخرى. لهجة هذا النوع من السياسات بالتوافق مع التاريخ الحديث للصراعات والتى تعتمد على نفس الاختلافات العميقة الجذور فى العديد من الديموقراطيات الانتقالية هى عوامل مساهمة فى العنف الانتخابى فى تلك الدول.

3- إن وجود أو غياب الإدارة الفعالة فى الانتخابات يمكن أن يكون عامل مساهم في ترسيب العنف الانتخابي. وبشكل عام فإن الديموقراطيات الانتقالية تفتقد إلى لجان إدارة للانتخابات قوية يمكنها إشاعة الثقة بين المواطنين (والمرشحين السياسيين) والتي يمكن ائتمانها على إدارة الانتخابات بطريقة محايدة.

4- العوامل الاجتماعية والاقتصادية هى أيضاً تلعب دوراً كبيراً فى زيادة احتمالية حدوث العنف الانتخابى فى الديموقراطيات الانتقالية.

5-إن فقدان التواصل الاجتماعي وخبرة المنافسة السياسية يمكن أيضاً أن يولد العنف الانتخابي. كلً من الأحزاب السياسية والمواطنين العاديين فى الديموقراطيات الانتقالية لديهم خبرة ضعيفة فى سلوك المنافسات الانتخابية وفكرة قبول الهزيمة كنتيجة حيوية لهذه العمليات.

استراتيجيات التخفيف من العنف الانتخابي

1- العنف الانتخابي هو دائما تقريبا نتيجة لأسباب لا تنبع من موضوع الانتخابات بل ترجع جذورها للصراعات المجتمعية، ولكن تعطي الانتخابات، لمصادر الصراع هذه، الدافع أو العوامل المثيرة اللازمة لظهورها من خلال العنف الذي يظهر أثناء العملية الانتخابية.

2– يمكن للعنف الانتخابي أن، وغالباً ما، يستخدم كاستراتيجية بواسطة جماعات سياسية للحصول علي مكاسب انتخابية. إن تفهم الأسباب المنطقية التي تشير إلي لماذا قد تحتاج إحدى الجماعات السياسية إلي إشاعة العنف، هي خطوة أولي ضرورية في تحديد ما هي الحوافز والعقوبات التي يمكن استعمالها لتغيير سلوك هذه الجماعات السياسية.

3- يجب على الأفراد المعنين بالانتخابات والذين يتراوحوا بين لجان إدارة الانتخابات ومجموعات المجتمع المدنى وقوات الأمن أن ينسقوا مجهوداتهم لمواجهة أحداث العنف الانتخابى بفاعلية أكبر.

ادوات التخفيف العنف الانتخابي

أ- الصراعات الانتخابية وخريطة المخاطر: رسم خريطة دقيقة للصراعات الدائرة الآن والقائمين بها والعوامل التى يزيد من خطورة العنف الانتخابى هى خطوة أولى ضرورية لتحديد أى نوع من العنف الانتخابى من المرجح أن يحدث وما هى الاستراتيجيات التى قد تعمل على تخفيفه. بيانات هذا النوع من الخرائط تفيد القائمين على العملية الانتخابية فى تقرير ما هى أدوات تخفيف العنف المعينة التى يمكن استخدامها فى حالة محددة.

ب- رصد وكتابة تقارير عن العنف الانتخابى.

ج- لجان إدارة الانتخابات الفعالة: لجان إدارة الانتخابات تلعب دوراً حيوياً فى تقليل إمكانية حدوث العنف أثناء العملية الانتخابية.

د- مراقبة الانتخابات: يمكن للمراقبة الدولية والمحلية للانتخابات توفير ضابط هام على سلوك كل من هيئة إدارة الانتخابات والأحزاب ونشطاء المجتمع المدنى خلال مدة العملية الانتخابية.

ه- مسئولية وسائل الإعلام: تلعب وسائل الإعلام دوراً مهماً فى تحديد لهجة العملية الانتخابية ويجب أن تستخدم كقوة بناءة نحو التوصل إلى عملية انتخابية سلمية. إن وسائل الإعلام المحتقنة والجاهلة يمكن أن تشعل الصراعات ويجب أن يتم اتخاذ عدة خطوات للتأكد من قيام وسائل الإعلام بالتصرف بطريقة مسئولة خلال العملية الانتخابية.

في الختام,  اجد ان العراق يسعى جاهدا الى ان يدعم العملية الديمقراطية حيث انه بعد مرور احد عشر عاما على التحول الديمقراطي بالعراق فانه يفترض اننا اصبحنا في وعي تام بان الانتخابات والابتعاد عن أي اسلوب يؤدي الى تخريب العملية الديمقراطية من خلال العنف فانه يؤدي الى دمار البلد ككل.