إرهاب بايلوجي أم مؤامرة عالمية
د.سامر مؤيد
على الرغم من عمق جذور الإرهاب وتشعبها في جميع المجتمعات الإنسانية ، الا انه اكتسب في الآونة الأخيرة أهميةً متزايدة بسبب استفحال خطره وتنوع وسائله وضراوة آثاره واعتماده كمتغير فاعل في ادارة الصراع السياسي وتنفيس الاحتقان بين قوى النظام والفوضى او بين قوى الحياة وقوى الموت وفقا لفرضيات فرويد . ومثلما أبدع العقل البشري في ابتكار مقومات الحضارة والتطور، فانه قد أبدع بالمقابل في ابتكار وسائل الدمار كذلك ؛ وبالتالي لم يخطئ الفيلسوف البريطاني الراحل (براتراند رسل) حين قال في كتابه (أثر العلم في المجتمع): ((لعلنا الآن نعيش آخر عصور الإنسان، وإذا كان الأمر كذلك فإنه سيكون مديناً للعلم بفنائه)) .
وهكذا افرز العقل البشري نمطاً جديداً من الإرهاب يختلف عن سابقه من حيث النوع وحجم الأثر ذلك هو (الإرهاب البايلوجي) .
وبعيدا عن متاهات التجاذبات الذهنية حول تعريف هذا النوع من الإرهاب يمكن القول بأنه : (( الاستخدام المنظم لكائنات حية او سمومها في إحداث القتل والمرض والتلف والوهن والخلل للأحياء من البشر والحيوان والنباتمن قبل أفراد أو جماعات لأغراض سياسية )) .
وثمة من يرى في الإرهاب البايلوجي (( فعلا غير أخلاقي يسلك سلوكاً عسكرياً غير شرعي، يعتمد على التهديد بالعنف أو باستعماله فعلاً، وقد يقوم به فرد واحد أو عدة أفراد ينتمون إلى جماعة معينة ذات فكر متطرف عادة، بهدف تحقيق منفعة خاصة، أو فرض رأي سياسي أو مذهب معين)).
وإذا كان استخدام الأسلحة البايلوجية بأشكالها البدائية في الحروب ، ظاهرة قديمة قدم المجتمعات الإنسانية ، فان استخدام تلك الأسلحة – ولاسيما بشكلها المطور – في العمليات الإرهابية هو ما استجد ضمن هذا المضمار، اذ لم تشهد الساحة الدولية إرهابا بيولوجياً بالمعنى الحرفي للكلمة قبل عام( 1984) وكان ذلك في ولاية(اوريغون) الامريكية، من قبل أتباع (باكوان شري) ، ولم يسفر في حينها عن خسائر بالارواح. تبع ذلك محاولة الميكروبيولوجي الامريكي “لاي هاريس” في ( 5 مايو عام 1995م) لنشر بكتريا (الطاعون) في مترو أنفاق (نيويورك) بهدف توجيه الاتهام للعراق وحث الإدارة الأمريكية على شن الحر ب ضده .ثم عاد هذا الإرهاب للظهور بقوة من جديد على الساحة الدولية بعد تفجيرات سبتمبر(2001 ) من خلال رسائل الجمرة الخبيثة التي أرسلت الى الكثير من الشخصيات والجهات داخل أمريكا وخارجها .
أن دراسة الأسلحة المستخدمة في الإرهاب البايلوجي تدلّ على وجود عددٍ منالمفارقات والمعضلات في التعامل معها ،ولعل ذلك يعزى الى عدم استخدامها المكثف والواضح في حروب القرن العشرين والعمليات الارهابية التي شهدها ذلك القرن ، او اختفاءها خلف ستارٍ كثيف من الغموض وقلة الفهم سواء من قبل الجمهور العريض او حتى على الصعيد الرسمي قياسا لغيرها من أسلحة الدمار الشامل الأخرى ؛ وهكذا كان هناك جهل كبير بحقيقة ما تشكله من تهديد، وجهل بما تتطلبه «الحرب الجرثومية» من إجراءات وقائية .
وهذهالأسلحة، كما هو معروف، تتشكّل على عكس الأسلحة النووية والأسلحة الكيميائية منعناصر حيّة. وهذه السمة هي في صميم تحديات عديدة على مستوى الأمن ، فتنوع العناصرالحيّة «الجرثومية» تعطي هامشا واسعا لمن يفكّر باستخدامها كسلاح هجومي ، والعددالكبير لهذه العناصر يجعل بالمقابل مهمة المدافعين شديدة الصعوبة.
ويمكن القول عموما ان الأسلحة البايلوجية تخدم أغراض الإرهاب أكثر من خدمتها لأغراض الحروب التقليدية؛ ؛ فهي صعبة التصويب نحو هدف محدد، وقابلة للانتشار، مما يعرض المهاجم والمدافع لنفس الخطر، كما يمتد مفعولها لفترة زمنية طويلة، أي ان فترة الحضانة الطويلة التي تتطلبها كثير من العوامل الممرضة ستعمل على إعاقة المعتدي من احتلال الأرض نظراً لتلوثها ناهيك عن تأثير الايروسولات البيولوجية غير المحدد، والتي تشترط التثبت الدقيق من العوامل البيئية بما فيها الظروف المناخية وضبط التطورات التي قد يشهدها فيروس الوباء بعد اختلاطه بفايروسات المرض الطبيعي للحيلولة دون خروجه عن سيطرة المهاجم ؛ ثم أن استخدام الأسلحة البيولوجية في العمليات الإرهابية يعتبر مسألةً معقدةً الى حد كبير؛ فعلى سبيل المثال يحتاج تصنيع بودرة (الجمرة الخبيثة)، على غرار هجمات الولايات المتحدة، الى تكنولوجيا متقدمة لا توجد الا في الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية. ولهذه الأسباب كلها، لم تكن الأسلحة البيولوجية محور اهتمام القوى المتحاربة في الميادين .
على الرغم من ذلك، لا شيء من تلك العوائق يعوق نشاط الإرهابيين، وخصوصاً المجموعات التي تعمل خارج نطاق الحدود الأخلاقية التقليدية وأولئك الذين يستهدفون تمزيق أو زعزعة استقرار المجتمع بزرع الخوف بين الجماهير. ولأن الجراثيم تعمل مستترة وفى خفاء و صمت وبطء، فإنها قادرة على إحداث درجات من القلق تقترب من الهستيريا. والاهم من ذلك وقبله ان الدول- بما فيها المتقدمة – لم تتمكن من تطوير آليات الدفاع ضدها او حتى «الكشف الأكيد» عن نشاطاتها او تفعيل المعايير الدولية لحظر امتلاك الاسلحة الجرثومية واستخدامها ،على الرغم من وجود معاهدة دولية لمنع تصنيع واستخدام هذه الأسلحة بشكل صارم وحاسم وكلي منذ عام( 1972 ) .
وكانت المخاوف بشأن انتشار الأسلحة البايلوجية قد تعمقت بازدياد الإرهاب الموجه ضد الولايات المتحدة بالإضافة الى التقدم الكبير الذي حدث في مجال هندسة الجينات علاوة على ان انهيار الاتحاد السوفياتي ادى الى ترك آلاف الخبراء في مجال الحرب البيولوجية بدون عمل او مرتبات، اذ أصبح من الممكن تشغيلهم بواسطة أي جهة تعتزم تطوير هذا النوع من السلاح.
وقبيل الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، بدأت تبرز إلى السطح، إشارات إلى عدم الطمأنينة والقلق حول إمكانية استخدام بعض الدول والتنظيمات الإرهابية المناوئة للولايات المتحدة أسلحة غير تقليدية في ضرب مصالحها ؛ ففي يناير (كانون الثاني) عام 1998، كتب ( ريشارد بتس)- وهو اكاديمي متخصص في حقل الأمن – مقالا بعنوان «التهديد الجديد لأسلحة الدمار الشامل» في الصحيفة المعروفة «فورين افيرز»، يحذر فيه من التهديدات النوعية التي تعترض امن الولايات المتحدة في ظل تطور وانتشار أسلحة الدمار الشامل مؤكداً انه : (( إذا قرر الإرهابيون أن يُفقدوا صواب صناع السياسة الأميركية بتوجيه ضربة مدمرة غير اعتيادية، فإن أسلحة الدمار الشامل تصبح اكثر الاسلحة تفضيلا وفي الوقت نفسه اكثر فعالية)).
وفي مقالة تعود إلى كانون الثاني 1999 , اعترف الرئيس الأمريكي (كلينتون)” بان ما يؤرقه في بعض الليالي هو جزعه من الحرب الجرثومية” . ثم جاء كتاب ( جوديث ميللر)- الكاتبة المتخصصة في مواضيع الحرب الكيمياوية والجرثومية- الذي حمل عنوان ” الاسلحة البيولوجية وحرب أميركا السرية” ليقرع ناقوس الخطر حول مدى استعداد أميركا للحرب الجرثومية”. ومن المصادفات ان هذا الكتاب نُشر قبل أربعة أيام فقط من إعلان أنباء وقوع أولى حالات الإصابة بداء (الجمرة الخبيثة).
وبالفعل اطلَّ شبح الإرهاب البيولوجي على العالم ؛ فبعد أيام قليلة من بدء الحملة العسكرية الأمريكية البريطانية ضد قوات حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان، توفيت موظفة في شبكة( NBC )التلفزيونية الأمريكية إثر تعرضها لبكتريا (الجمرة الخبيثة)، ثم ظهرت حالات أخرى للإصابة بهذا الداء، ووصل إلى مكتب زعيم الأغلبية الديمقراطية بالكونجرس طرد يحتوي على البكتريا نفسها . وقد رجح بعض المسئولين الأمريكيين آنذاك أن تكون هذه العمليات من تدبير تنظيم القاعدة أو النظام العراقي السابق أو من جماعات يمينية متطرفة بالولايات المتحدة ذاتها.
غير أن ممارسة الإرهاب لاتقتصر على الجماعات والأفراد في سعيهم لتحقيق مآرب سياسية ، بل تشمل الدول ايضا عبر ما يمكن تسميته بـ( إرهاب الدولة البايلوجي) ؛ فهذه الدول لاتعدم الوسائل بما فيها غير المشروعة كـ(الاسلحة البايلوجية ) لتامين مصالحها وتحقيق أهدافها ، مما جعل بعض المعنيين يصنفون هذا النوع من الإرهاب على انه الأخطر بين كل الأنواع بسبب ما تمتلكه الدول من وسائل متنوعة لإيقاع الدمار وما تسعى اليه من غايات لاتقف عند حدود ٍمعينة او تخضع لرادع أخلاقي ؛ والتاريخ يخبرنا أن الأمريكيين قد أبادوا أكثر من( 120) مليون إنسان من (الهنود الحمر) أغلبهم تم تصفيتهم بأسلحة جرثومية فتاكة من بينها فيروسات ( الجدري والطاعون) وأعادوا الكرة مرة أخرى حينما استخدموا الأسلحة البايلوجية ضد (الكوريين الشماليين والفيتنام) في حروب (الهند الصينية) ، وهو ما أكده تقرير لجنة تقصي الحقائق المقدم الى الأمم المتحدة عام ( 1952 )بالقول : ” أن أشياءً ملوثة بجراثيم الكوليرا والجمرة الخبيثة وبراغيث مصابة بجراثيم الطاعون وبعوضاً يحمل فيروسات الحمى الصفراء، وحيوانات قاضمة كالأرانب كلها قد استخدمت لنشر الأمراض الوبائية، في كوريا الشمالية وفيتنام ” .
والأدهى ان الجيش الأمريكي قد اقر بأنه بين عامي( 1949 – 1969 ) قام بتغطية ( 239) منطقة مأهولة على امتداد الأراضي الأمريكية ، من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي، بمركبات كيميائية متنوعة خلال قيامه بتجارب مقررة بغية اختبار النماذج الفضلى لإجراء النثر في الهواء والمؤثرات المناخية والكميات وموقع الإطلاق وغيرها من العوامل ”
فلا يستبعد بعد ذلك أن تكون موجات الأمراض الوبائية التي اجتاحت العالم بنسق تتابعي مريب ، بدءا من مرض الايدز وليس انتهاءً بأنفلونزا الخنازير او الكلاب والقطط والماعز ، ما هي الا حلقات ضمن مؤامرة إرهابية دولية بأدوات بايلوجية لتحقيق جملة غايات .
وثمة شواهد أخرى تثبت هذه الرؤية ليس اقلها المبالغة التي جرى من خلالها تسويق مشاهد الرعب الوبائي على صعيد عالمي لتلك الأمراض فضلا عن ظهورها واختفائها المفاجئين ؛ اذ ان تلك الفيروسات متعددة الانواع والمسميات تهاجم البشرية فجأة وتحصد آلاف الأرواح وتدمر الثروات ، ومن تنسحب بسرعة أثيرية إلى نقاط انطلاقها الهجومية دون الإعلان عن العلاج السحري الذي أوقف زحفها واستئصال جذورها ؛ وهذا ما يفضي الى الاستنتاج أن :” أصابع قابعة في دهاليز معامل سرية تابعة لأجهزة مخابرات ووزارات دفاع غربية وأمريكية وصهيونية هي من تقف وراءها “. فمنذ سنوات اهتز العالم خشية على حياة البشرية جراء ما أعلن عنه حينها وبشكل مبهم وغير مبرر بالتطور العلمي لتاريخ الفيروسات حول ذلك الزائر الكابوس والشبح القاتل” فيروس الايدز” الذي تكشف بعد جدل علمي وإعلامي انه فتح جديد في عالم الأمراض الوبائية المطورة جينيا والمتعدية الأنواع ومن تدبير مخابراتي لإحداث الدمار واستنزاف الشعوب وإرهابها ، وهذا ما توصل إليه وأكده العالم الروسي (سيجال) من : ” أن الفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب ليس من صنع الطبيعة، ولم يوجد في العالم بشكل طبيعي طليق قبل عام( 1977) وإنما تم تحضيره صناعيا في معامل مركز بحوث الحرب البيولوجية الأمريكية في منطقة (فورتديتريك) بولاية (ميريلاند). ضمن مشروع بحثي بدأ عام
(1969) خصصت وزارة الدفاع الأمريكية لهذا المشروع عشرة ملايين دولار، وأشرف على تنفيذه الدكتور( دونالد ماك آرثر)- نائب مدير المركز المذكور- بهدف إنتاج جيل من الفيروسات قادر على مهاجمة وتدمير الجهاز المناعي للإنسان واستخدام تلك الفيروسات في العمليات الحربية. وقد تمكن الصحفي (موريسي ) من الحصول على نسخة من تقرير الدكتور (ماك آرثر) بخصوص هذا المشروع والذي قدم إلى إحدى لجان الكونجرس بتاريخ( 9 يونيو1969 ). ويضيف ( سيجال ): ” ان فكرة المشروع قامت على تطوير الفيروس الجديد باستخدام نوعين من الفيروسات الطبيعية، هما فيروس (VISNA) الذي يصيب الأغنام بأمراض قاتلة ولكنه لايصيب الإنسان. وفيروس (l HTLV) الذي نجح الدكتور (روبرت جالو) عام( 1975) في عزله لأول مرة ويصيب الإنسان بأمراض نادرا ما تؤدي إلى الوفاة. اذ يستحيل علميا أن يؤدي اجتماع هذين الفيروسين أو اختلاطهما في الظروف الطبيعية إلى ظهور سلالة الفيروس الجديد. ما لم يتدخل مؤثر صناعي أو خارجي لتوفير ظروف معينة تؤدي إلى إحداث الطفرة الضرورية للحصول على فيروس بالخصائص المطلوبة”.
وهكذا يمكن الوصول الى النتيجة ذاتها بالنسبة للمشاهد الدرامية التي شهدها العالم بعد ظهور أمراض ( جنون البقر، وحمى الطيور ، والخنازير ، وما سيظهر من حمى الكلاب والماعز ) والتي حصدت وستحصد من الأرواح والأموال ما لم تحصده حرب كونية من قبل .
والدليل على ما تقدم ينهض مما فجرته الصحفية النمساوية (بيرجر مايستر)- المتخصصة في الشؤون العلمية- من قنبلة مدوية بكشفها ان ما بات يعرف بفيروس ( أنفلونزا الخنازير) الذي اجتاح بلدان العالم في ظرف قياسي، ما هو إلا مؤامرة لارتكاب إبادة جماعية يقودها سياسيون ورجال مال وشركات لصناعة الأدوية في الولايات المتحدة أهم أقطابها : ( ديفيد روتشيلد، وديفيد روكفيلر، وجورج سوروس) من خلال فرض التطعيم الإجباري على البشر، على غرار ما يحدث في الولايات الأمريكية، انطلاقا من يقينها بأن “فرض هذه اللقاحات بشكل متعمد على البشر، يتسبب في أمراض قاتلة”، مما دفعها إلى تكييف هذا الفعل على أنه انتهاك مباشر لحقوق الإنسان، والشروع في استخدام “أسلحة البيوتكنولوجية، وذلك في شكوى أودعتها لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (آف بي آي) ومن هذا المنطلق ترى (يان بيرغرمايستر) في عريضة الشكوى، أن مثل هذه الأفعال لا يمكن تصنيفها إلا في خانة “الإرهاب والخيانة العظمى”.
وتحول موضوع هذه الشكوى، إلى قضية حقيقية رفعتها منظمات حقوقية ومهنية في مختلف دول العالم، وفي مقدمتها “جمعية آس أو آس عدالة وحقوق الإنسان” الفرنسية، التي سارعت بدورها إلى المطالبة بفتح “تحقيق جنائي بهدف منع وقوع أزمة صحية خطيرة”. وشددت على ضرورة وضع حد للتطعيم واسع النطاق المخطط للشروع فيه بداية من فصل الخريف الجاري.
في هذه الأثناء، قال عدد من أخصائي علم الفيروسات: “إن برنامج التطعيم الإجباري ضد مرض إنفلونزا الخنازير عندما ينظر إليه يتأكد أن فيروسH1N1 المسبب للمرض من الفيروسات المركبة جينياً و أنه تم إطلاقه عن عمد لتبرير التطعيم. ويتساءلون : من أين حصل هذا الفيروس على كل هذه الجينات ؟ ، ويقولوا إن التحليل الدقيق للفيروس يكشف عن أن الجينات الأصلية للفيروس هي نفسها التي كانت في الفيروس الوبائي الذي انتشر عام 1918م بالإضافة إلى جينات من فيروس انفلونزا الطيورH5N1، وأخرى من سلالتين جديدتين لفيروس H3N2
وتشير كل الدلائل إلى أن انفلونزا الخنازير هو بالفعل فيروس مركب و مصنع وراثياً.
كما يرى البروفيسور السويسري أنه من المثير للدهشة أن يتم توجيه الإعلام في التعامل مع أزمة الخنازير، وقال إنه لن يستغرب لو تبين فيما بعد أن شركات الأدوية الكبرى هي الممسكة بدفة هذا التوجيه الإعلامي في ضوء الركود الذي أصابها جراء الأزمة المالية والاقتصادية العالمية.
وأضاف تسيجلر أن إنفلونزا الطيور عادت على شركات الأدوية العملاقة بالمليارات من بيع الأدوية بعد أن كانت “تكدس” براءات الاختراع التي تمتلكها والخاصة بالعقاقير المضادة للإنفلونزا.
مما تقدم يتضح ان الارهاب قد شهد قفزة في خارطته الجينية الإجرامية ، فلم يعد يستثنٍ وسيلة ولا مضمار الا طاله ، وكانت الجراثيم احدث أدواته لتحقيق الدمار الخفي . والأخطر من هذا ان هذا النوع من الارهاب لم يعد مقتصرا على الافراد والجماعات المتطرفة بل أضحت تمارسه دول كبرى لغايات عدة لاتحكمها أي ضوابط أخلاقية ، فمن اخترع الدواء بالأمس عاد اليوم مجددا ليبحث عن داء جديد معه مفاتيح السيطرة على الشعوب واستنزافها ، ومن بذل الجهود لإسعاد البشرية أضحى اليوم سببا رئيسا في فنائها والإجهاز على أحلامها .