التعايش السلمي والوحدة الوطنية

أ.م.د. حسن علي كاظم

التعايش السلمي والاندماج والوحدة الوطنية وحب الوطن ودور الأحزاب السياسية بنشر ثقافة الحوار ورفض العنف والكراهية، جميع ما تقدم يحقق لنا السلم والسلام الأهلي، وهذا أمل الشعوب وحلم تسعى لتحقيقه، والسلام اسم من أسماء الله الحسنى عز وجل،فتحية الإسلام هي السلام وهي تمثل قيمة أساسية من القيم الأخلاقية القويمة التي يحثنا إليها ديننا الحنيف،وهذا السلام يبنى على الحق ويستند إلى العدل، ويغلب لغة الحوار على لغة الصراع ولغة الشراكة على لغة الإقصاء ولغة التسامح على لغة الخصومة، وإتباع نهج النهضة والإصلاح على نهج التخريب والدمار، ويجب أن يعتمد على مبدأ المساواة بين الفر قاء وكذلك التوازن بالحقوق.وإلا أصبح بنائنا هشا ضعيفا لا يدوم طويلا بدليل نشهد عودة ملحوظة لأعمال العنف في العراق.

فالمواطنة هي سبيلنا لانجاز مفهوم الشراكة الوطنية بعيدا عن المحاصصة الطائفية المقيت، وبعيدا عن كل أشكال التشظي الاجتماعي . وهذا لا يتم إلا بوجود مشروع وطني من دون أن يجافي طموحاتهم ومشاعرهم المشروعة، وان يراعي هذا المشروع بجمع الكفاءات والوطنيين المشردين في الخارج، وان يقضي على آمال الساعين إلى تقسيم البلد وتشظيه إلى أجزاء متناثرة،وهذا يضعف وحدة ولحمة المجتمع العراقي الذي تكمن وحدته بتنوعه وتركيبته اللطيفة التي فطرنا الله عز وجل عليها، بأننا وجدنا نحن جميعا ومصيرنا واحد. ويلاحظ أن المجتمع الذي يثير النعرات والانقسامات في وسطه، نجده يدمر شروط قوته ومنعته وتقدمه.

وان علاقة المواطن بوطنه ليست من طرف واحد، بل هي علاقة تفاعلية متبادلة ،يدافع المواطن عن وطنه كما يحافظ الوطن على امن وسلامة واستقرار وسعادة المواطن.

*لذا نهدف من خلال هذا المشروع ما يلي/

1)مما لاشك فيه أن المجاميع التي يتم تدريبها ،سوف تأخذ على عاتقها عملية إشاعة ثقافة السلام والتسامح وبناء السلم الأهلي وتكوين قادة لصناعة السلام.

2) ضرورة بلورة برنامج وطني ناضج، يبلور من خلاله الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين جميع الأطياف والأديان، ويعمق هذا البرنامج قواعده وسط المجتمع، ويقرر بأنه مشروع حاضرنا ومستقبلنا.

3) ضرورة تغيير منطق التعامل مع الآخر، والابتعاد عن منطق القطيعة والتصادم في القضايا التي تتعلق بالسلم الأهلي والمجتمعي.

4) خلق البدائل الوطنية، وبالرغم من أنها عملية صعبة وتحتاج إلى وقت طويل، إلا إننا نعد برنامجنا هذا سوف يؤسس للخطوة الأولى التي تؤهلنا لصناعة البديل وإنضاج الأفكار.

5) نحن نحتاج إلى رسم صورة واقعية للتعريف بذاتنا للآخر،لان النظرات الخاطئة التي يحملها احدنا على الآخر تساعد على التباعد والتنافر،ويجب في هذا السبيل أن نختار وسائل التعبير والتعريف الصحيحة.